مهدداً مبرزاً للضمير بالاسم الأعظم الذي بنيت عليه السورة للفصل بالفرق بين الخالق وغيره ولئلا يتوهم تقيد التهديد بحيثية المغفرة إيماء إلى أن ذلك نتيجة ما مضى: ﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة بجميع صفات الإكرام والانتقام ﴿يعلم﴾ أي على الإطلاق ﴿ما تسرون﴾ أي كله. ولما كان الإسرار ربما حمل على حالة الخلوة، فلم يكن علمه دالاً على الإعلان، قال تعالى: ﴿وما تعلنون *﴾ ليعلم مقدار المضاعفة لموجبات الشكر وقباحة الكفر، وأما الأصنام فلا تعلم شيئاً فلا أسفه ممن عبدها.
ولما أثبت لنفسه تعالى كمال القدرة وتمام العلم وأنه المنفرد بالخلق، شرع يقيم الأدلة على بعد ما يشركونه به من الإلهية بسلب تلك الصفات فقال تعالى: ﴿والذين يدعون﴾ أي دعاء عبادة ﴿من دون الله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال ﴿لا يخلقون شيئاً﴾ ولما كان ربما ادعى مدع في شيء أنه لا يخلق ولا يخلق، قال: ﴿وهم يخلقون *﴾.