يخفون مطلقاً أو بالنسبة إلى بعض الناس. ولما كان علم السر لا يستلزم علم الجهر - كما مضى غير مرة، قال: ﴿وما يعلنون﴾ فهو أخبر بذلك إلا عن أمر قطعي لا يقبل المراء.
ولما كان في ذلك معنى التهديد، لأن المراد: فليجازينهم على دق ذلك وجهل من غير أن يغفر منه شيئاً - كما يأتي التصريح به في قوله: ﴿ليحملوا أوزارهم كاملة﴾ [النحل: ٢٥] علل هذا المعنى بقوله: ﴿إنه﴾ أي العالم بالسر والعلن ﴿لا يحب المستكبرين *﴾ أي على الحق، كائناً ما كان.
ولما كان الطعن في القرآن - بما ثبت من عجزهم عن معارضته - دليل الاستكبار قال تعالى عاطفاً على قوله ﴿قلوبهم منكرة﴾ :﴿وإذا قيل﴾ أي من أيّ قائل كان في أي وقت كان ولو تكرر ﴿لهم﴾ أي لمنكري الآخرة: ﴿ماذا﴾ أي أي شيء ﴿أنزل ربكم﴾ أي المحسن إليكم المدبر لأموركم ﴿قالوا﴾ مكابرين في إنزاله عادّين «ذا» موصولة لا مؤكدة للاستفهام: الذي تعنون أنه منزل ليس منزلاً، بل هو ﴿أساطير الأولين﴾ - مع عجزهم بعد تحديهم عن معارضة