عن السؤال؛ ثم أخذ يرغب بما لهم من حسن المآل على وجه الجواب لسؤال من كأنه قال: ما لهم على ذلك؟ فقيل مظهراً موضع الإضمار مدحاً لهم وتعميماً لمن اتصف بوصفهم: ﴿للذين أحسنوا﴾ فبين أن اعترافهم بذلك إحسان؛ ثم أخبر عنه بقوله: ﴿في هذه الدنيا حسنة﴾ أي جزاء لهم على إحسانهم ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾ [الرحمن: ٦٠].
ولما كانت هذه الدار سريعة الزوال، أخبر عن حالهم في الآخرة فقال: ﴿ولدار الآخرة خير﴾ أي جزاء ومصيراً؛ ثم مدحها ومدحهم بقوله تعالى: ﴿ولنعم دار المتقين *﴾ أي هي، مرغباً في الوصف الذي كان سبب حيازتهم لها، وهو الخوف المنافي لما وصف به الأشرار من الاستكبار، بإظهاره موضع الإضمار وحذف المخصوص بالمدح لتقدم ما يدل عليه، وهو صالح لتقدير الدنيا - أي لمن عمل فيها بالتقوى - ولتقدير الآخرة، وهو واضح.
ولما كان هذا المدح مشوفاً لتفصيل ذلك قيل: ﴿جنّات عدن﴾ أي إقامة لا ظعن فيها ﴿يدخلونها﴾ حال كونها ﴿تجري من تحتها﴾ أي من تحت غرفها ﴿الأنهار﴾ ثم أجيب من كأنه سأل عما فيها من


الصفحة التالية
Icon