واعتقاداً وقولاً ﴿فعل الذين﴾ ولما كان الفاعلون مثل أفعالهم في التكذيب لم يستغرقوا الزمان، أدخل الجار فقال تعالى: ﴿من قبلهم وما﴾ أي والحال أنه ما ﴿ظلمهم الله﴾ أي الذي له الكمال كله في تقديره ذلك عليهم، لأنه المالك المطلق التصرف والملك الذي لا يسأل عما يفعل ﴿ولكن كانوا﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿أنفسهم﴾ أي خاصة ﴿يظلمون *﴾ فاستحقوا العقاب لقيام الحجة عليهم على السنن الذي جرت به عوائدكم فيمن باشر سوء من غير أن يكره عليه إكراهاً ظاهراً، وهذا بعينه هو العلة في إرسال الرسل، ونصب الشرئع والملل ﴿فأصابهم﴾ أي فتسبب عن ظلمهم لأنفسهم أن أصابهم ﴿سيئات﴾ أي عقوبات أو جزاء سيئات ﴿ما عملوا وحاق﴾ أي أحاط ضابطة ﴿بهم﴾ من العذاب والمرسل به من الملائكة ﴿ما كانوا به﴾ أي خاصة ﴿يستهزؤن *﴾ تكبراً عن قبول الحق.
ومادة حاق واوية ويائية - بتراكيبها الست: حوق، حقو، قحو، قوح، وقح، حيق - تدور على الإحاطة، ويلزمها صلابة المحيط ولين المحاط به: حاق به الشيء - إذا نزل به فأحاط، والحيق: