الرسل قد تكون من غير المرسل إليهم كلوط وشعيب عليهما السلام في أصحاب الأيكة وسليمان عليه السلام في غير بني إسرائيل من سائر من وصل إليه حكمه من أهل الأرض لم يقيد ب «منهم».
ولما كان البعث متضمناً معنى القول، كان المعنى: فذهبوا إليهم قائلين: ﴿أن اعبدوا الله﴾ أي الملك الأعلى وحده ﴿واجتنبوا﴾ أي بكل جهدكم ﴿الطاغوت﴾ كما أمركم رسولنا ﴿فمنهم﴾ أي فتسبب عن إرسال الرسل أن كانت الأمم قسمين: منهم ﴿من هدى الله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة، للحق فحقت له الهداية فأبصر الحق وعمل به باتباع الدعاة الهداة فيما أمروا به عن الله، فحقت له الجنة ﴿ومنهم من حقت﴾ أي ثبتت غاية الثبات ﴿عليه الضلالة﴾ بأن أضله الله فنابذ الأمر فلم يعمل به وعمل بمقتضى الإرادة، فإن الأمر قد لا يكون ما تعلق به، والإرادة لا بد أن يكون ما تعلقت به، وقد يكون موافقها عاملاً بالضلالة فحق عليه عذابها فحقت له النار فهلك، لأنه لم تبق له حجة يدفع بها عن نفسه، فلو كان كل ما شاءه


الصفحة التالية
Icon