ولما قطع العلم بالغاية عما يكون، سبب عن ذلك الإعلام بما يكون فيه فقال: ﴿فإذا جاء أجلهم﴾ الذي حكم بأخذهم عنده ﴿لا يستأخرون﴾ أي عنه ﴿ساعة﴾ أي وقتاً هو عام التعارف بينكم، ثم عطف على جملة الشرط من أولها قوله تعالى: ﴿ولا يستقدمون *﴾ أي عن الأجل شيئاً.
ولما كان ما تقدم أمارة على كراهتهم لما نسبوه إلى الله تعالى، أتبعه التصريح بعد التلويح بقوله تعالى: ﴿ويجعلون لله﴾ أي وهو الملك الأعظم ﴿ما يكرهون﴾ أي لأنفسهم، من البنات والأموال والشركاء في الرئاسة، ومن الاستخفاف برسلهم وجنودهم والتهاون برسالاتهم، ثم وصف جراءتهم مع ذلك، الكائنة في محل الخوف، المقتضية لعدم التأمل اللازم لعدم العقل فقال: ﴿وتصف﴾ أي تقول معتقدة مع القول الصفاء، ولما كان قولاً لا حقيقة له بوحه، أسنده إلى اللسان فقال: ﴿ألسنتهم﴾ أي مع ذلك مع أنه قول لا ينبغي أن يتخيله عاقل ﴿الكذب﴾ ثم بينه بقوله: ﴿أن لهم الحسنى﴾ أي عنده، ولا جهل أعظم ولا حكم أسوأ من أن تقطع بأن من تجعل له ما تكره يجعل لك ما تحب، فكأنه قيل: فما لهم