عنده؟ فقيل: ﴿لا جرم﴾ أي لا ظن ولا تردد في ﴿أن لهم النار﴾ التي هي جزاء الظالمين ﴿وأنهم مفرطون *﴾ أي مقدمون معجلون إليها بتقديم من يسوقهم وإعجاله لهم؛ وقال الرماني: متروكون فيها، من قول العرب: ما أفرطت ورائي أحداً، أي ما خلفت ولا تركت، وقرأ نافع بالتخفيف والكسر، أي مبالغون في الإسراف والجراءة على الله. ولما بين مآلهم، وكانوا يقولون: إن لهم من يشفع فيهم، بين لهم ما يكون من حالهم، بالقياس على أشكالهم تهديداً، وتسلية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال تعالى: ﴿تالله﴾ أي الملك الأعلى ﴿لقد أرسلنا﴾ أي بما لنا من العظمة، رسلاً من الماضين ﴿إلى إمم﴾ ولما كان الإرسال بالفعل لم يستغرق زمان القبل، قال: ﴿من قبلك﴾ كما أرسلناك إلى هؤلاء ﴿فزين لهم الشيطان﴾ أي المحترق بالغضب. المطرود باللعنة ﴿أعمالهم﴾ كما زين لهؤلاء فضلوا كما ضلوا فأهلكناهم ﴿فهو﴾ لا غيره ﴿وليهم اليوم﴾ بعد إهلاكهم حال كونهم في النار ولا قدرة له على نصرهم ﴿ولهم عذاب أليم *﴾ فلا ولي لأنه لو قدر على نصرهم لما أسلمهم للهلاك وقد أطاعوه، بل لو عدموا ولايته كان ذلك أولى لهم، فهو نفي لأن يكون لهم ولي على أبلغ الوجوه.