إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك، وكان ربما كابر مكابر فقال: إنهم ليسوا ملكاً له، أتبعه مثلاً آخر لا تمكن المكابرة فيه، فقال تعالى: ﴿وضرب الله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة أيضاً ﴿مثلاً﴾ ثم أبدل منه ﴿رجلين﴾ ثم استأنف البيان لما أجمل فقال تعالى: ﴿أحدهما أبكم﴾ أي ولد أخرس؛ ثم ترجم بكمته التي أريد بها أنه لا يَفهم ولا يُفهِم بقوله: ﴿لا يقدر على شيء﴾ أي أصلاً ﴿وهو كل﴾ أي ثقل وعيال، والأصل فيه الغلظ الذي يمنع من النفوذ، كلت السكين كلولاً - إذا غلظت شفرتها فلم تقطع، وكل لسانه - إذا لم ينبعث في القول، لغلظه وذهاب حده - قاله الرماني ﴿على مولاه﴾ الذي يلي أمره؛ ثم بين ذلك بقوله تعالى: ﴿أينما يوجهه﴾ أي يرسله ويصرفه ذلك المولى ﴿لا يأت بخير﴾ وهذا مثل شركائهم الذين هم عيال ووبال على عبدتهم.