جرياً على منهاجهم في الدنيا في الجهل والغباوة، فخاف الشركاء من عواقب هذا القول والإقرار عليه سطوات الغضب ﴿فألقوا﴾ أي الشركاء ﴿إليهم﴾ أي المشركين ﴿القول﴾ أي بادروا به حتى كان إسراعه إليهم إسراع شيء ثقيل يلقى من علو؛ وأكدوا قولهم لأنه مطاعنة لقول المشركين فقالوا: ﴿إنكم لكاذبون *﴾ في جعلنا شركاء وأنا نستحق العبادة أو نشفع أو يكون لنا أمر نستحق به أن نذكر ﴿وألقوا﴾ أي الشركاء ﴿إلى الله﴾ أي الملك الأعلى ﴿يومئذ﴾ أي يوم القيامة إذ نبعث من كل أمة شهيداً ﴿السلم﴾ أي الانقياد والاستسلام بما علم به الكفار أنهم من جملة العبيد لا أمر لهم أصلاً، فأصلد زندهم، وخاب قصدهم، وقيد بذلك اليوم لأنهم كانوا في الدنيا - بتزيين الشياطين لأمورهم ونطقهم على ألسنتهم - بحيث يظن عابدوهم أن لهم منعة، وبهم قوة ويجوز أن يكون ضمير «ألقوا» للمشركين ﴿وضل عنهم﴾ أي عن الكفار ﴿ما كانوا﴾ أي بجبلاتهم ﴿يفترون *﴾ أي يتعمدون من دعوى النفع لهم والضر كذباً وفجوراً، فكأنه قيل: هذا للذين أشركوا، فما للذين كانوا دعاة إلى الشرك مانعين من الانتقال عنه؟ فقيل: ﴿الذين كفروا﴾ أي أوجدوا