الكثير ﴿وليبينن لكم﴾ أي إذا تجلى لفصل القضاء ﴿يوم القيامة﴾ مع هذا كله ﴿ما كنتم﴾ أي بجبلاتكم ﴿فيه تختلفون *﴾ فاحذروا يوم العرض على ملك الملوك بحضرة الرؤساء والملوك وجميع المعبودات والكل بحضرته الشماء داخرون، ولديه صاغرون، ومن نوقش الحساب يهلك.
ولما أمر ونهى، وخوف من العذاب في القيامة، وكان ربما ظن من لا علم له - وهم الأكثر - من كثرة التصريح بالحوالة على القيامة نقص القدرة في هذه الدار، صرح بنفي ذلك بقوله تعالى: ﴿ولو شاء الله﴾ أي الملك الأعلى الذي لا أمر لأحد معه، أن يجعلكم أمة واحدة لا خلاف بينكم في أصول الدين ولا فروعه ﴿لجعلكم أمة واحدة﴾ متفقة على أمر واحد لا تؤم غيره، منفياً عنها أسباب الخلاف ﴿ولكن﴾ لم يشأ ذلك وشاء اختلافكم، فهو ﴿يضل من يشاء﴾ عدلاً منه، لأنه تام الملك عام الملك ولو كان الذي أضله على أحسن الحالات ﴿ويهدي﴾ بفضله ﴿من يشاء﴾ ولو كان على أخس الأحوال،