عنه تعمد منهم للكذب؛ ثم قصر الكذب عليهم فقال: ﴿وأولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿هم﴾ أي خاصة ﴿الكاذبون *﴾ أي العريقون في الكذب ظاهراً وباطناً.
ولما ذكر الذين لا يؤمنون مطلقاً، أتبعهم صنفاً منهم هم أشدهم كفراً فقال تعالى: ﴿من﴾ أي أي مخلوق وقع له أنه ﴿كفر بالله﴾ أي الذي له صفات الكمال، بأن قال أو عمل ما يدل على الكفر، ولما كان الكفر كله ضاراً وإن قصر زمنه، أثبت الجار فقال تعالى: ﴿ومن بعد إيمانه﴾ بالفعل أو بالقوة، لما قام على الإيمان من الأدلة التي أوصلته إلى حد لا يلبس فصار استكباره عن الإيمان ارتداداً عنه وجوب الشرط دل ما قبله وما بعده على أنه: فهو الكاذب، أو فعليه غضب من الله ﴿إلا من أكره﴾ أي وقع إكراهه على قول كلمة الكفر ﴿وقلبه﴾ أي والحال أن قلبه ﴿مطمئن بالإيمان﴾ فلا شيء عليه، وأجمعوا - مع إباحة ذلك له - أنه لا يجب عليه التكلم بالكفر، بل إن ثبت كان ذلك أرفع درجة، والآية
«نزلت في عمار بن ياسر رضي الله عنه


الصفحة التالية
Icon