القتل وأعظم العذاب، فتم عند ذلك ما أخبرت به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من انتقام الله تعالى من الكسدانيين وأهل بابل ومجازاتهم بما فعلوه بآنية قدسه، ثم اقتسم دارا وكورش مملكة الكسدانيين فأخذ دارا مدينة بابل وأعمالها وتسلم قصر بلتشصار وجلس على سريره، وأخذ كورش جميع مملكة الكسدانيين التي هي غير بابل وأعمالها واستقر الأمر بينهما على ذلك، وكان دارا في ذلك الوقت شيخاً فلم تطل مدته فلما مات اتفق عظماء مادي وفارس على أن ملكوا عليهم كورش، ومنذ ذلك الوقت صار ملك مادي وفارس واحداً، وبقي الأمر على ذلك ولم يتغير، ولما تسلم كورش مملكة الكسدانيين، وجلس على كرسي بابل وملك على مادي وفارس حركه الله تعالى في السنة الأولى من ملكه، فذكر نذره الذي كان قد نذر أنه يطلق لجالية بني إسرائيل الرجوع إلى بلدهم، وأنه يبني قدس الله، ويرد آلاته إليه، فأمر بإحضار شيوخ الجالية وكبرائهم، فأخبرهم بما قد عزم عليه من بناء بيت المقدس وإطلاقهم وقال لهم: من اختار من


الصفحة التالية
Icon