أي الأعداء ﴿أول مرة﴾ بالسيف، ويقهروا جميع جنودكم دفعة واحدة ﴿وليتبروا﴾ أي يهلكوا ويدمروا مع التقطيع والتفريق ﴿ما علوا﴾ أي عليه من ذلك، وقيل: ما مصدرية، أي مدة علوهم فيكون ﴿يتبروا﴾ قاصراً فيعظم مدلوله، وأكد الفعل وحقق الوعد فقال: ﴿تتبيراً *﴾.
وقال في التوراة إشارة إلى هذه المرة الأخيرة - والله أعلم - بعد ما مضى من الإشارة إلى المرة الأولى سواء: وإن لم تحفظ وتعمل بجميع الوصايا والسنن التي كتبت في هذا الكتاب لتتقي الله ربك وتهاب اسمه المحمود المرهوب، يخصك الرب بضربات موجعة ويبتليك بها ويبتلي نسلك من بعدك، وينزل بك جميع الضربات التي أنزلها بأهل مصر تدوم عليك، وكل وجع وكل ضربة لم تكتب في هذا الكتاب يبتليك الله بها حتى تهلك وتبقى من نسلك عدد قليل من بعد كثرتهم التي كانت قد صارت مثل نجوم السماء، لأنك لم تسمع قول الله ربك، فيكون كما فرحكم الرب وأنعم عليكم وكثركم يستأصلكم بالعقاب والنكال، ويدمر عليكم ويتلفكم، وتجلون عن الأرض التي تدخلونها لترثوها، ويفرقكم الرب بين جميع الشعوب من أقطار السماء إلى أقطارها، وتعبدون هناك الآلهة الأخرى التي


الصفحة التالية
Icon