ثم إن طيطوس أحضر كبش الحديد وغيره من آلات القتال ليهدم السور، وصنع أبراجاً عظيمة من الخشب توازي سور المدينة وتحتها بكر ليدفعها الرجال وتصعد عليها المقاتلة، وأرسل إليهم رجلاً من أصحابه يدعوهم إلى المسالمة فرماه بعض من على السور فقتله، واصطلح الخوارج وخرجوا إلى الروم فقاتلوهم وأحرقوا الكبش وجميع تلك الآلات وأبعدوهم ورجعوا إلى المدينة يتقاتلون، فلما علم طيطوس بذلك دفع الكبش على السور فهدم منه قطعة كبيرة، فهرب من كان وراءه إلى السور الثاني، فأبعد الروم ما سقط من حجارة السور ليتسع لهم المجال، فاصطلح الخوارج وفرقوا أصحابهم على جهات المدينة، واشتد بينهم وبين الروم، وصدق الفريقان، وتولى طيطوس الحرب بنفسه، وأقبل يشجع أصحابه ويعدهم بالأموال والصلات، وشجع الخوارج أصحابهم ونادى شمعون: من انهزم قتل وهدم منزله.
فلما رأى طيطوس ثبات أصحاب شمعون مال إلى جهة يوحانان، ولأنها معتدلة وطيئة، وأراد أن ينطح السور الثاني، فناداه رجل


الصفحة التالية
Icon