فليست إلا بتحريك الفاعل الواحد المختار ﴿فأنزلنا﴾ أي بعظمتنا بسبب تلك السحائب التي حملتها الرياح ﴿من السماء﴾ أي الحقيقية أو جهتها أو السحاب، لأن الأسباب المتراقية بسند الشيء تارة إلى القريب منها وتارة إلى البعيد وأخرى إلى الأبعد ﴿ماء﴾ وهو جسم مائع سيال، به حياة كل حيوان من شأنه الاغتذاء ﴿فأسقيناكموه﴾ جعلناه لكم سقياً، يقال: سقيته ماء أي ليشربه، وأسقيته أي مكنته منه ليسقي به ماشيته ومن يريد. ونفى سبحانه عن غيره ما أثبته أولاً لنفسه فقال ﴿وما أنتم له﴾ أي ذلك الماء ﴿بخازنين *﴾ والخزن: وضع الشيء في مكان مهيأ للحفظ، فثبت أن القادر عليه واحد مختار.
ومادة «لقح» بتقاليبها الست تدور على اللحاق، وتلزمه القوة والعلو حساً أو معنى، فاللقاح اسم ماء الفحل - لأنه يلحق الأنثى فتحمله، وقد ألقح الفحل الناقة، ولقحت لقاحاً: حملت، والملقوح: ما لقحته من الفحل، أي أخذته، وهي الملاقيح - يعني الأجنة،