أي بسببه ليتحقق الوفاء به ولا يحصل فيه نقص ما، وهو العقد الذي يقدم للتوثق.
ولما كان العلم بالنكث والوفاء متحققاً، كان العهد نفسه كأنه هو المسؤول عن ذلك، فيكون رقيباً على الفاعل به، فقال تعالى مرهباً من المخالفة: ﴿إن العهد كان﴾ أي كوناً مؤكداً عنه ﴿مسؤولاً *﴾ أي عن كل من عاهد هل وفى به؟ أو مسؤولاً عنه من كل من يتأتى منه السؤال.
ولما كان التقدير بالكيل أو الوزن من جملة الأمانات الخفية كالتصرف لليتيم، وكان الائتمان عليه كالمعهود فيه، أتبعه قوله: ﴿وأوفوا الكيل﴾ أي نفسه فإنه أمر محسوس لا يقع فيه إلباس واشتباه؛ ولما كان صالحاً لمن أعطى ومن أخذ، قال: ﴿إذا كلتم﴾ أي لغيركم، فإن اكتلتم لأنفسكم فلا جناح عليكم إن نقصتم عن حقكم ولم توفوا الكيل ﴿وزنوا﴾ أي وزناً متلبساً ﴿بالقسطاس﴾ أي ميزان العدل الذي هو أقوم الموازين، وزاد في تأكيد معناه فقال تعالى: ﴿المستقيم﴾ دون شيء من الحيف على ما مضى في الكيل سواء ﴿ذلك﴾


الصفحة التالية
Icon