أوسع لفكره لأنه أقر لعينه.
والروف: السكون - وهو أوسع من الاضطراب لأنه لا يكون إلا عن قرار العين، قال في القاموس: وليس من الرأفة، والروفة: الرحمة، وراف يراف لغة في رأف يرأف - وستأتي بقيتها قريباً إن شاء الله تعالى.
ولما بدأ سبحانه بالوعيد لطفاً بالمكلفين، عطف على «اذهب» قوله ممثلاً حاله في تسلطه على من يغويه بمغوار أوقع بقوم فصوت بهم صوتاً يستفزهم من أماكنهم، ويقلعهم عن مراكزهم، وأجلب عليهم بجنده من خيالة ورجالة حتى استأصلهم: ﴿واستفزز﴾ أي استخف، والفز أصله القطع، أي استزله بقطعه عن الصواب - قاله الرماني ﴿من استطعت منهم﴾ وهم الذين سلطناك عليهم ﴿بصوتك﴾ أي دعائك بالغنى والمزامير وكل ما تزينه بالوساس ﴿وأجلب﴾ أي اجمع أو سق بغاية ما يمكنك من الصياح ﴿عليهم بخيلك﴾ أي ركبان جندك ﴿ورجلك﴾ أي ومشاتهم؛ والمعنى: افعل جميع ما تقدر عليه، ولا تدع شيئاً من قوتك، فإنك لا تقدر على شيء لم أقدره لك.
ولما كان الشيطان طالباً شركة الناس في جميع أمورهم بوساوسه الحاملة