مساوية لآية «ص» «فبعزتك» ؛ والتزيين: جعل الشيء متقبلاً في النفس من جهة الطبع والعقل بحق أو بباطل ﴿ولأغوينهم﴾ أي بالإضلال عن الطريق الحميدة ﴿أجمعين﴾ انتقاماً لنفسي ﴿إلا عبادك منهم﴾ أي المشرفين بالإضافة إليك، فهم لذلك لا يميلون عنك إلى شيء سواك، فلذلك أبدل منهم ﴿المخلصين *﴾ فزاد بهذا الكلام في الضلال، ولم يقدر أن يقول بدل ذلك: ربّ تب عليّ - ونحوه من الاستعطاف كما قال آدم عليه السلام لما حفه اللطف وداركه العفو، فارعوا هذه النعمة! والإخلاص: إفراد الشيء عما يشوبه من غيره، فكأنه قيل: فبماذا أجيب؟ فقيل: ﴿قال﴾ الله في جوابه، راداً على ما أوهمه كلامه من أن له فعلاً يستقل به، مكذباً له: ﴿هذا﴾ أي الذي ذكرته من حال المستثنى والمستثنى منه ﴿صراط عليّ مستقيم *﴾ لأني قضيت به ولو لم تقله أنت وحكمت به عليك وعليهم، فلا محيص لكم عنه، فكأنه قيل: عليّ إقامته، أو هو وارد عليّ ألا عوج لسالكيه عن الرجوع إليّ والمرور عليّ - يعني أنه لا يقدر أحد أن يعمل شيئاً


الصفحة التالية
Icon