بكونها على الفطرة الأولى من غير أن تدنس بخطيئة توجب القتل ﴿بغير نفس﴾ قتلتها ليكون قتلك لها قوداً؛ وهذا يدل على أنه كان بالغاً حتى إذا قتل قتيلاً أمكن قتله به إلا أن يكون شرعهم لا يشترط البلوغ؛ ثم استأنف قوله: ﴿لقد جئت﴾ في قتلك إياها ﴿شيئاً﴾ وصرح بالإنكار في قوله: ﴿نكراً *﴾ لأنه مباشرة. والخرق تسبب لا يلزم منه الغرق.
ولما كانت هذه ثانية ﴿قال﴾ الخضر عليه السلام: ﴿ألم أقل﴾ وزاد قوله: ﴿لك إنك﴾ يا موسى ﴿لن تستطيع معي﴾ أي خاصة ﴿صبراً * قال﴾ موسى عليه السلام حياء منه لما أفاق بتذكر مما حصل من فرط الوجد لأمر الله فذكر أنه ما تبعه إلا بأمر الله: ﴿إن سألتك عن شيء بعدها﴾ يا أخي! وأعلم بشدة ندمه على الإنكار بقوله: ﴿فلا تصاحبني﴾ بل فارقني؛ ثم علل ذلك بقوله ﴿قد بلغت﴾ وأشار إلى أن ما وقع منه من الإخلال بالشرط من أعظم الخوارق التي اضطر إليها فقال: ﴿من لدني عذراً *﴾ باعتراضي مرتين واحتمالك لي فيهما. وقد أخبرني الله بحسن حالك في غزارة علمك ﴿فانطلقا﴾ بعد قتله ﴿حتى إذا أتيا أهل قرية﴾ عبر عنها هنا بالقرية دون المدينة


الصفحة التالية
Icon