النبوة، لأن ما ينسب إلى الله تعالى على سبيل الامتنان والإحسان جدير بأن يحمل على النهاية لا سيما إذا عبر عنه بمظهر العظمة ﴿له في الأرض﴾ مكنة يصل بها إلى جميع مسلوكها، ويظهر بها على سائر ملوكها ﴿وءاتيناه﴾ بعظمتنا ﴿من كل شيء﴾ يحتاج إليه في ذلك ﴿سبباً﴾ قال أبو حيان: وأصل السبب الحبل، ثم توسع فيه حتى صار يطلق على ما يتوصل به إلى المقصود. فأراد بلوغ المغرب، ولعله بدأ به لأن باب التوبة فيه ﴿فأتبع﴾ أي بغاية جهده - هذا على قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو بالتشديد، والمعنى على قراءة الباقين بقطع الهمزة وإسكان الفوقانية: ألحق بعض الأسباب ببعض، وذلك تفسير لقراءة التشديد ﴿سبباً *﴾ يوصله إليه، واستمر متبعاً له ﴿حتى إذا بلغ﴾ في ذلك المسير ﴿مغرب الشمس﴾ أي الحد الذي لا يتجاوزه آدمي في جهة الغرب ﴿وجدها﴾ فيما يحس بحاسة لمسه ﴿تغرب﴾ كما أحسه بحاسة بصره من حيث إنه متصل بما وصل إليه بيده، لا حائل بينه وبينه ﴿في عين حمئة﴾ أي ذات حمأة أي طين أسود، وهي مع ذلك حارة كما ينظر من في وسط البحر أنها تغرب فيه وتطلع منه وعنده القطع بأن الأمر ليس كذلك ﴿ووجد عندها﴾ أي على الساحل المتصل بتلك العين ﴿قوماً﴾ كفاراً لهم قوة على ما يحاولونه ومنعة،


الصفحة التالية
Icon