﴿فله﴾ في الدارين ﴿جزاء﴾ طريقته ﴿الحسنى﴾ منا ومن الله بأحسن منها ﴿وسنقول﴾ بوعد لا خلف فيه بعد اختباره بالأعمال الصالحة ﴿له﴾ أي لأجله ﴿من أمرنا﴾ الذي نأمر به فيه ﴿يسراً *﴾ أي قولاً غير شاق من الصلاة والزكاة والخراج والجهاد وغيرها، وهو ما يطيقه ولا يشق عليه مشقة كبيرة ﴿ثم أتبع﴾ لإرادته بلوغ مشرق الشمس ﴿سبباً *﴾ من جهة الجنوب يوصله إلى المشرق واستمر فيه لا يمل ولا تغلبه أمة مر عليها ﴿حتى إذا بلغ﴾ في مسيره ذلك ﴿مطلع الشمس﴾ أي الموضع الذي تطلع عليه أولاً من المعمور من الأرض ﴿وجدها تطلع على قوم﴾ على ساحل البحر لهم قوة شديدة ﴿لم نجعل لهم﴾ ولما كان المراد التعميم، أثبت الجار فقال: ﴿من دونها﴾ أي من أدنى الأماكن إليهم أول ما تطلع ﴿ستراً *﴾ يحول بينهم وبين المحل الذي يرى طلوعها منه من البحر من جبل ولا أبنية ولا شجر ولا غيرها.
ولما كان أمره مستغرباً في نفسه وفي الاطلاع عليه لا سيما عند القرب، قال تعالى: ﴿كذلك﴾ أي أمره كما ذكرنا لكم على