بالله أن لو كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها أو تركتموها لنا، قال: فبينما هو على ذلك إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليهم فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، قال: فمه! رجل اختار لنفسه أمراً فماذا تريدون؟ أترون بني عدي بن كعب يسلمون لكم صاحبهم؟ هكذا عن الرجل! قال: فوالله لكأنما كانوا ثوباً كشط عنه. وفي الروض الأنف للامام أبي القاسم السهيلي أن يونس روى عن ابن إسحاق أن عمر قال حين أسلم رضي الله عنه:
الحمد لله ذي المن الذي وجبت | له علينا أياد ما لها غير |
وقد بدأنا فكذبنا فقال لنا | صدق الحديث نبي عنده الخبر |
وقد ظلمت ابنة الخطاب ثم هدى | ربي عشية قالوا قد صبا عمر |
وقد ندمت على ما كان من زلل | بظلمها حين تتلى عندها السور |
لما دعت ربها ذا العرش جاهدة | والدمع من عينها عجلان يبتدر |
أيقنت أن الذي تدعوه خالقها | فكاد يسبقني من عبرة درر |
فقلت أشهد أن الله خالقنا | وأن أحمد فينا اليوم مشتهر |
نبي صدق أتى بالحق من ثقة | وافى الأمانة ما في عوده خور |