الحالة، وليس المراد أن هناك إصبعاً أصلاً - نبه على ذلك حجة الإسلام الغزالي، ومنه أخذ الزمخشري أن يد فلان مبسوطة كناية عن جواد وإن لم يكن هناك بد ولا بسط أصلاً.
ولما كان الملك قد لا يكون مالكاً، قال مقدماً الأشرف على العادة: ﴿له ما في السماوات﴾ أي كله من عاقل وغيره ﴿وما في الأرض﴾ جميعه ﴿وما بينهما﴾ أي السماوات والأرض ﴿وما تحت الثرى*﴾ وهو التراب النديّ، سواء قلنا: إنه آخر العالم فما تحته العدم المحض أم لا؟ فبكون تحته النور أو الحوت أو غيرهما.
ولما كان الملك لا ينتظم غاية الانتظام إلا بإحاطة العلم، وكان الملك من الآدميين قد لا يعلم أحوال أقصى ملكه كما يعلم أحوال أدناه لا سيما إذا كان واسعاً ولذلك يختل بعض أمره، اعلم أنه سبحانه بخلاف ذلك، فقال حثاً على مراقبته والإخلاص له: ﴿وإن تجهر بالقول﴾ أي بهذا القرآن للبشارة والنذارة أو لغير ذلك أو بغيره، فإنه علام به وغير محتاج إلى الجهر، فلا يتكلف ذلك في غير ما أمرت بالجهر به لغرض غير الإسماع ﴿فإنه يعلم السر﴾ وهو ما يناجي به الاثنان مخافتة ﴿وأخفى*﴾ من ذلك، وهو ما في الضمائر مما تخيلته الأفكار ولم يبرز إلى الخارج