﴿واحلل﴾ ولما كان المعنى هنا ما لا يحتمل غيره إذ إنه لم يسأل بقاءه في غير حال الدعوة، عدل عن طريق الكلام الماضي فقال: ﴿عقدة من لساني*﴾ أي مما فيه من الحبسة عن الإتيان بجميع المقاصد من الجمرة التي وضعها في فيه وهو عند فرعون، كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما، ولما كان سؤاله هذا إنما هو الله، ولذلك اقتصر على قدر الحاجة فلم يطلب زوال الحبسة كلها، أجابه بقوله: ﴿يفقهوا قولي*﴾ وإلى اعتقاد صعوبة المقام مع ذلك كله بطلب التأييد بنصير يهمه أمره بقوله: ﴿واجعل لي﴾ أي مما تخصني به؛ وبين اهتمامه بالإعانة كما يقتضيه الحال فقدم قوله: ﴿وزيراً﴾ أي ملجأ يحمل عني بعض الثقل ويعاونني ﴿من أهلي*﴾ لأني به أوثق لكونه عليّ أشفق، ثم أبدل منه قوله: ﴿هارون﴾ وبينه بقوله: ﴿أخي*﴾ أي لأنه أجدر أهلي بتمام مناصرتي؛ وأجاب الدعاء في قراءة ابن عامر فقال: ﴿اشدد﴾ بقطع الهمزة مفتوحة ﴿به أزري*﴾ أي قوتي وظهري ﴿وأشركه﴾ بضم الهمزة مسنداً الفعلين إلى ضميره على أنهما مضارعان،


الصفحة التالية
Icon