وبني الهجيم ومراد وعذره. ﴿لساحران﴾ لا شك في ذلك منهما ﴿يريدان﴾ أي بما يقولان من دعوى الرسالة وغيرها ﴿أن يخرجاكم﴾ أيها الناس ﴿من أرضكم﴾ هذه التي ألفتموها، وهي وطنكم خلفاً عن سلف ﴿بسحرهما﴾ الذي أظهراه لكم وغيره.
ولما كان كل حزب بما لديهم فرحون قالوا: ﴿ويذهبا بطريقتكم﴾ هذه السحرية التي تعبتم في تمهيدها، وأفنى فيها أسلافكم أعمارهم، حتى بلغ أمرها الغاية، وبدينكم الذي به قوامكم ﴿المثلى*﴾ أي التي هي أمثل الطرق، فيكونا آثر بما يظهرانه منها عند الناس منكم، ويصرفان وجوه الناس إليها عنكم، ويبطل ما لكم بذلك من الارزاق والعظمة عند الخاص والعام وغير ذلك من الأغراض ﴿فأجمعوا كيدكم﴾ أي لا تدعوا منه شيئاً إلا جئتم به ولا تختلفوا تضعفوا ﴿ثم ائتوا﴾ إلى لقاء موسى وهارون لمباراتهما ﴿صفاً﴾ أي متسابقين متساوين في السباق ليستعلي أمركم عليهما فتفلحوا، والاصطفاف أهيب في صدور الرائين.
ولما كان التقدير: فمن أتى كذلك فقد استعلى، عطف


الصفحة التالية
Icon