ولما كان المقام لإظهار الخوارق على يديه، فكان ربما فهم أنه أوقعه في نفس أحد غيره، كان المقام للاهتمام بتقديم المتعلق، فقال لذلك لا لمراعاة الفواصل: ﴿في نفسه﴾ أي خاصة، وقدم ما المقام له والاهتمام به فقال: ﴿خيفة موسى*﴾ مثل ما خاف من عصاه أول ما رآها كذلك على ما هو طبع البشر، وللنظر إلى الطبع عبر بالنفس لا القلب مثلاً.
ولما كان ذلك، وكان المعلوم أن الله معه، وأنه جدير بإبطال سحرهم، استأنف الخبر عنه بقوله: ﴿قلنا﴾ بما لنا من العظمة: ﴿لا تخف﴾ من شيء من أمرهم ولا غيره، ثم علل ذلك بقوله، وأكده أنواعاً من التأكيد لاقتضاء الحال إنكار أن يغلب أحد ما أظهروا من سحرهم لعظمه: ﴿إنك أنت﴾ أي خاصة ﴿الأعلى*﴾ أي الغالب غلبة ظاهرة لا شبهة فيها ﴿وألق﴾ وأشار إلى يمن العصا وبركتها بقوله: ﴿ما في يمينك﴾ أي من هذه العصا التي قلنا لك أول ما شرفناك بالمناجاة ﴿وما تلك بيمينك يا موسى﴾ ثم أريناك منها ما أريناك ﴿تلقف﴾ بقوة واجتهاد مع سرعة لا تكاد تدرك - بما أشار إليه حذف التاء ﴿ما صنعوا﴾ أي فعلوه بعد تدرب كبير عليه


الصفحة التالية
Icon