بالادخار إلى غد في غير يوم الجمعة ولا بغير ذلك من البطر وإغفال الشكر بصرفه في غير الطاعة ﴿فيحل﴾ أي ينزل ويجب في حينه الذي هو أولى الأوقات به - على قراءة الجماعة بالكسر، ونزولاً عظيماً وبروكاً شديداً - على قراءة الكسائي بالضم ﴿عليكم غضبي﴾ فتهلكوا لذلك ﴿و﴾ كل ﴿من يحلل عليه غضبي﴾ منكم ومن غيركم ﴿فقد هوى*﴾ أي كان حاله حال من سقط من علو.
ولما كان الإنسان محل الزلل وإن اجتهد، رجاه واستعطفه بقوله: ﴿وإني لغفار﴾ أي ستار بإسبال ذيل العفو ﴿لمن تاب﴾ أي رجع عن ذنوبه من الشرك وما يقاربه ﴿وءامن﴾ بكل ما يجب الإيمان به ﴿وعمل صالحاً﴾ تصديقاً لإيمانه.
ولما كانت رتبة الاستمرار على الاستقامة في غاية العلو، عبر عنها بأداة التراخي فقال: ﴿ثم اهتدى*﴾ أي استمر على العمل الصالح متحرياً به إيقاعه على حسب أمرنا وعلى أقرب الوجوه المرضية لنا، له إلى ذلك غاية التوجه كما يدل عليه صيغة افتعل، وكأنه لما رتب الله سبحانه منازل قوم موسى عليه السلام عامة والسبعين المختارين منهم خاصة في الجبل - كما مضى عن نص التوراة في سورة البقرة، وواعده الكلام


الصفحة التالية
Icon