به ولن نصدق، وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب به - الحديث.
ثم سبب عن إخباره سبحانه له بذلك قوله: ﴿فرجع موسى﴾ أي لما أخبره ربه بذلك ﴿إلى قومه﴾ أي الذين لهم قوة عظيمة على ما يحاولونه ﴿غضبان أسفاً*﴾ أي شديد الحزن أو الغضب؛ واستأنف قوله: ﴿قال﴾ لقومه لما رجع إليهم مستعطفاً لهم: ﴿يا قوم﴾ وأنكر عليهم بقوله: ﴿ألم يعدكم ربكم﴾ الذي طال إحسانه إليكم ﴿وعداً حسناً﴾ أي بأنه ينزل عليكم كتاباً حافظاً، ويكفر عنكم خطاياكم، وينصركم على أعدائكم - إلى غير ذلك من إكرامه.
ولما جرت العادة بأن طول الزمان ناقض للعزائم، مغير للعهود، كما قال أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري في هذا البيت:
لا أنسينك إن طال الزمان بنا | وكم حبيب تمادى عهده فنسي |