﴿لن تخلفه﴾ مبنياً للفاعل وللمفعول، أي لا يكون خلفك ولا تكون أنت خلفه، بل يكون كل منكما مواجهاً لصاحبه، لا انفكاك له عنه، كما أنك في الحياة لا تقدر أن تنفك عن النفرة من الناس، فاختر لنفسك ما يحلو.
ولما ذكر ما للإله الحق من القدرة التامة في الدارين، أتبعه عجز العجل فقال: ﴿وانظر إلى إلهك﴾ أي بزعمك ﴿الذي ظلت﴾ أي دمت في مدة يسيرة جداً بما أشار إليه تخفيف التضعيف ﴿عليه عاكفاً﴾ أي مقبلاً مقارباً مواظباً جهاراً ﴿لنحرقنه﴾ أي بالنار وبالمبرد - كما سلف عن نص التوراة، وكان معنى ذلك أنه أحماه حتى لان فهان على المبارد ﴿ثم لننسفنه﴾ أي لنذرينه إذا صار سحالة ﴿في اليم﴾ أي البحر الذي أغرق الله فيه آل فرعون وهو أهل لأن يقصد فيجمع الله سحالته التي هي من حيلهم وأموالهم فيحميها في نار جهنم ويكويهم ويجعلها من أشد العذاب عليهم، وأكد الفعل إظهاراً لعظمة الله الذي أمره بذلك، وتحقيقاً للصدق في الوعد فقال: ﴿نسفاً﴾.
ولما أراهم بطلان ما هم عليه بالعيان، أخبرهم بالحق على وجه الحصر


الصفحة التالية
Icon