السؤال أنا نقول لك: قل، أو يكون على تقدير شرط، أي فإذا سألوك فقل لهم، وهذا بخلاف ما نزل بعد وقوع السؤال عنه مثل الروح وقصة ذي القرنين فإن الأمر بجوابه على طريق الاستئناف لما هناك من استشراف النفس للجواب ﴿ينسفها﴾ أي يقلعها من أماكنها ويذريها بالهواء ﴿ربي﴾ المحسن إليّ بنصري في يوم القيامة نصراً لا يبلغ كنهه ﴿نسفاً﴾ عند النفخة الأولى ﴿فيذرها﴾ أي أماكنها ﴿قاعاً﴾ أي أرضاً ملساء ﴿صفصفاً*﴾ أي مستوياً كأنه صف واحد لا اثر للجبال فيه ﴿لا ترى﴾ أي بالبصر ولا بالبصيرة ﴿فيها﴾ أي مواضع الجبال ﴿عوجاً﴾ بوجه من الوجوه، وعبر هنا بالكسر هو للمعاني، ولم يعبر بالفتح الذي يوصف به الأعيان، ومواضع الجبال أعيان لا معاني، نفياً للاعوجاج على أبلغ وجه، بمعنى أنك لو جمعت أهل الخبرة بتسوية الأراضي لا تفقوا على الحكم باستوائها، ثم لو جمعت أهل الهندسة فحكموا مقاييسهم العلمية فيها لحكموا بمثل ذلك ﴿ولا أمتاً*﴾ أي شيئاً مرتفعاً كالكدية أو نتوّاً يسيراً أو شقاً أو اختلافاً؛ وقال البيضاوي والزمخشري: الأمت النتوّ اليسير، قال الغزالي في الدرة الفاخرة:


الصفحة التالية
Icon