الإنس بالاحتراز منهم بالتعاويذ والرقى وغير ذلك، وبعداوة بعض كل فريق لبعضه ﴿فإما﴾ أي فتسبب عن ذلك العلم بأنه لا قدرة لأحد منكم على التحرز من عدوه إلا بي ولا حرز لكم من قبلي إلا اتباع أمري، فإما ﴿يأتينكم﴾ أي أيها الجماعة الذين هم أضلّ ذوي الشهوات من المكلفين ﴿مني هدى﴾ تحترزون به عن استهواء العدو واستزلاله ﴿فمن اتبع﴾ عبر بصيغة «افتعل» التي فيها تكلف وتتميم للتبع الناشىء عن شدة الاهتمام ﴿هداي﴾ الذي أسعفته به من أوامر الكتاب والرسول المؤيد بدلالة العقل، وللتعبير بصيغة «افتعل» قال: ﴿فلا يضل﴾ أي بسبب ذلك، عن طريق السداد في الدنيا ولا في الآخرة أصلاً ﴿ولا يشقى*﴾ أي في شيء من سعيه في واحدة منهما، فإن الشقاء عقاب الضلال، ويلزم من نفيه نفي الخوف والحزن بخلاف العكس، فهو أبلغ مما في البقرة، فإن المدعو إليه في تلك مطلق العبادة، والمقام في هذه للخشية والبعث على الجد بالعداوة ﴿إلا تذكرة لمن يخشى﴾ وللإقبال على الذكر ﴿من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً﴾ والتحفظ من المخالفة ولو بالنسيان ﴿فنسي ولم نجد له عزماً﴾. قال الرازي في اللوامع: والشقاء: فراق العبد من الله، والسعادة وصوله


الصفحة التالية
Icon