من أحد أو تسمع لهم ركزاً} [مريم: ٩٨] انتهى.
ولما أخبر سبحانه عن غفلتهم وإعراضهم، علل ذلك بقوله: ﴿ما يأتيهم﴾ وأعرق في النفي بقوله: من ﴿ذكر﴾ أي وحي يذكر بما جعل في العقول من الدلائل عليه سبحانه ويوجب الشرف لمن أتبعه ﴿من ربهم﴾ المحسن إليهم بخلقهم وتذكيرهم، قديم لكونه صفة له ﴿محدث﴾ إنزاله ﴿إلا استمعوه﴾ أي قصدوا سماعه وهو أجد الجد وأحق الحق ﴿وهم﴾ أي والحال أنهم ﴿يلعبون*﴾ أي يفعلون فعل اللاعبين بالاستهزاء به ووضعه في غير مواضعه وجعلهم استماعهم له لإرادة الطعن فيه، فهو قريب من قوله ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه﴾ [فصلت: ٢٦] ﴿لاهية قلوبهم﴾ أي غارقة قلوبهم في اللهو، مشغولة به عما حداها إليه القرآن، ونبهها عليه الفرقان، وحذرها منه البيان، قال الرازي في اللوامع: لاهية: مشتغلة من لهيت ألهى: أو طالبة للهو، من لهوت ألهو - انتهى. ويمكن أن يراد بالناس مع هذا كله العموم ويكون من باب قوله تعالى
﴿وما قدروا الله حق قدره﴾ [