﴿والأرض﴾ على عظمها واتساعها ﴿وما بينهما﴾ مما دبرناه لتمام المنافع من أصناف البدائع وغرائب الصنائع ﴿لاعبين*﴾ غير مريدين بذلك تحقيق الحقائق وإبطال الأباطيل، بل خلقنا لكم ذلك آية عظيمة كافية في الوصول إلينا ليظهر العدل في جزاء كل بما يستحق، مشحونة بما يقوت الأجسام، ويهيج النفوس، ويشرح الصدور، ويريح الأرواح ويبعث إلى الاعتبار، كلَّ من له استبصاراً، للدلالة على حكمتنا ووجوب وحدانيتنا فاتخذتم أنتم ما زاد على الحاجة لهواً صاداً عن الخير، داعياً إلى الضير.
ولما نفى عنه اللعب، أتبعه دليله فقال: ﴿لو أردنا﴾ أي على عظمتنا ﴿أن نتخذ لهواً﴾ يكون لنا ومنسوباً في لهوه إلينا، واللهو - قال الأصفهاني: صرف الهم عن النفس بالقبيح. ﴿لاتخذناه﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿من لدنا﴾ أي مما يليق أن ينسب إلى حضرتنا بما لنا من تمام القدرة وكمال العظمة، وباهر الجلالة والحكمة، وذلك بأن يكون محض لهو لا جد فيه أصلاً، ولا يخلطه شيء من الكدر،


الصفحة التالية
Icon