أجوف فقال: ﴿نقذف﴾ أي إنما شأننا أن نرمي رمياً شديداً ﴿بالحق﴾ الذي هو هذا الذكر الحكيم الذي أنزلناه جداً كله وثباتاً جميعه لا لهو فيه ولا باطل، ولا هو مقارب لشيء منهما، ولا تقدرون أن تتخذوا شيئاً منه لهواً اتخاذاً يطابقكم عليه منصف، فنحن نقذف به ﴿على الباطل﴾ الذي أحدثتموه من غير أنفسكم ﴿فيدمغه﴾ أي فيمحقه محق المكسور الدماغ ﴿فإذا هو﴾ في الحال ﴿زاهق﴾ أي ذاهب الروح أي هالك؛ ثم عطف على ما أفادته «إذا» قوله: ﴿ولكم﴾ أي وإذا لكم أيها المبطلون ﴿الويل مما تصفون*﴾ أي من وصفكم لكل شيء بما تهوى أنفسكم من غير إذن منا لكم، لأنكم لا تقفون على حقائق الأمور، فإن وصفتم القرآن بشيء مما تقدم ثم قذفنا عليه بما يبين بطلانه، بان لكل عاقل أنه يجب عليكم أن تنادموا الويل بميلكم كل الميل، وإن وصفتم الله أو الدنيا أو غيرهما فكذلك إنما أنتم متعلقون بقشور وظواهر لا يرضاها إلا بعيد عن العقل محجوب عن الإدراك؛ ثم عطف أيضاً على ما لزم من ذلك القذف قوله: ﴿وله من في السماوات﴾ أي الأجرام العالية وهي ما تحت العرش، وجمع السماء هنا لا قتضاء تعميم الملك ذلك.
ولما كانت عقولهم لا تدرك تعدد الأراضي، وحد فقال:


الصفحة التالية
Icon