﴿إني إله﴾ ولما كانت الرتب التي تحت رتبة الإلهية كثيرة، بعّض ليدل على من استغرق بطريق الأولى فقال: ﴿من دونه﴾ أي من دون الله ﴿فذلك﴾ أي اللعين الذي لا يصلح للتقريب أصلاً ما دام على ذلك ﴿نجزيه﴾ أي بعظمتنا ﴿جهنم﴾ لظلمه، فأفهم تعذيب مدعي الشرك تعذيب أتباعه من باب الأولى، وهو على سبيل الفرض والتمثيل في الملائكة من إحاطة علمه بأنه لا يكون، وما ذاك إلا لقصد تفظيع أمر الشرك وتعظيم شأن التوحيد، وفي دلائل النبوة للبيهقي في باب التحدث بالنعمة والخصائص أن هذه الآية مع قوله تعالى ﴿ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك﴾ [الفتح: ٢] دليل على فضله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أهل السماء.
ولما كان مقتضياً للسؤال عن غير هذا من الظلمة، قيل: ﴿كذلك﴾ أي مثل هذا الجزاء الفظيع جداً ﴿نجزي الظالمين*﴾ كلهم ما داموا على ظلمهم.
ولما أنكر سبحانه اتخاذهم آلهة من دونه تارة بقيد كونها أرضية، وتارة بقيد كونها سماوية، وتارة مطلقة، لتعم كلا من القسمين


الصفحة التالية
Icon