الأرض كانت مرتتقة واحدة ففتقها فجعلها سبع طبقات.
ولما كان خلق الماء سابقاً على خلق السماوات والأرض، قال: ﴿وجعلنا﴾ أي بما اقتضته عظمتنا ﴿من الماء﴾ أي الهامر ثم الدافق ﴿كل شيء حي﴾ مجازاً من النبات وحقيقة من الحيوان، خرج الإمام أحمد وغيره «عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخبرني عن كل شيء، فقال: كل شيء خلق من ماء» ولذلك أجاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك الذي وجده على ماء بدر وسأله: ممن هو؟ بقوله: «نحن من ماء».
ولما كان هذا من تصرفه في هذين الكونين ظاهراً ومنتجاً لأنهما وكل فيهما ومن فيهما بصفة العجز عن أن يكون له تصرف ما، تسبب عنه إنكار عدم إيمانهم فقال: ﴿أفلا يؤمنون*﴾ أي بأن شيئاً منهما أو فيهما لا يصلح للإلهية، لا على وجه الشركة ولا على وجه الانفراد، وبأن صانعهما ومبدع النامي من حيوان ونبات منهما بواسطة الماء قادر على البعث للحساب للثواب أو العقاب، بعد أن صار الميت تراباً بماء يسببه لذلك.
ولما كان من القدرة الباهرة ثبات الأرض من غير حركة، وكان الماء أدل دليل على ثباتها، وكانت الأرض أقرب في


الصفحة التالية
Icon