وغير ذلك من أوصاف الكمال، من الجلال والجمال ﴿معرضون*﴾ لا يتفكرون فيما فيها من التسيير والتدبير بالمطالع والمغارب والترتيب القويم الدال على الحساب الدائر عليه سائر المنافع.
ولما ذكر السماء، ذكر ما ينشاء عنها فقال: ﴿وهو﴾ أي لا غيره ﴿الذي خلق الّيل والنهار﴾ ثم أتبعهما آيتيهما فقال: ﴿والشمس﴾ التي هي آية النهار وبها وجوده ﴿والقمر﴾ الذي هو آية الليل. ولما ذكر أعظم آياتها فأفهم بقية الكواكب، استأنف لمن كأنه قال: هل هي كلها في سماء واحدة؟ :﴿كل﴾ أي من ذلك ﴿في فلك﴾ فكأنه قيل: ماذا تصنع؟ فقيل تغليباً لضمير العقلاء... ونقلهم إليها: ﴿يسبحون*﴾ أي كل واحد يسبح في الفلك الذي جعل به.
ولما ذكر الصارم البتار، للأعمار الطوال والقصار، من الليل والنهار، كان كأنه قيل: فيفنيان كل شديد، ويبليان كل جديد، فعطف عليه قوله: ﴿وما جعلنا﴾ أي بما لنا من العظمة التي اقتضت تفردنا بالبقاء ﴿لبشر﴾ وحقق عدم هذا الجعل بإثبات الجار فقال: ﴿من قبلك الخلد﴾ ناظراً إلى قوله ﴿وما كانوا خالدين﴾ بعد قوله


الصفحة التالية
Icon