أي وأنتم نائمون. ولما كانت مدافعة عذابه سبحانه غير ممكنة لنائم ولا يقظان قال: ﴿والنهار﴾ أي وأنتم مستيقظون. ولما كان لا منعم بكلاية ولا غيرها سواه سبحانه، ذكرهم بذلك بصفة الرحمة فقال: ﴿من الرحمن﴾ الذي لا نعمة بحراسة ولا غيرها إلا منه حتى أمنتم مكره ولو بقطع إحسانه، فكيف إذا ضربتم بسوط جبروته وسطوة قهرة وعظموته.
ولما كان الجواب قطعاً: ليس لهم من يكلؤهم منه وهو معنى الاستفهام الإنكاري، قال مضرباً عنه: ﴿بل هم﴾ أي في أمنهم من سطواته ﴿عن ذكر ربهم﴾ الذي لا يحسن إليهم غيره ﴿معرضون*﴾ فهم لا يذكرون أصلاً فضلاً عن أن يخشوا بأسه وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان.
ولما أرشد السياق إلى أن التقدير: أصحيح هذا الذي أشرنا إليه من أنه لا مانع لهم منا، عادله بقوله إنكاراً عليهم: ﴿أم لهم ءالهة﴾ موصوفة بأنها ﴿تمنعهم﴾ نوبَ الدهر. ولما كانت جميع الرتب


الصفحة التالية
Icon