ظواهرهم وبواطنهم ﴿وءاباؤكم﴾ أي من قبلكم ﴿في ضلال﴾ قد أحاط بكم إحاطة الظرف بالمظروف والمسلوك بالسلك ﴿مبين*﴾ ليس به نوع من الخفاء.
ولما لم تكن عادته مواجهة أحد بما يكره، استأنف الإخبار عنهم بما يدل عليه فقال: ﴿قالوا﴾ ظناً منهم أنه لم يقل ذلك على ظاهره: ﴿أجئتنا﴾ في هذا الكلام ﴿بالحق﴾ الذي يطابقه الواقع ﴿أم أنت من اللاعبين*﴾ فظاهر كلامك غير حق ﴿قال﴾ بانياً على ما تقديره: ليس كلامي لعباً، بل هو جد، وهذه التماثيل ليست أرباباً ﴿بل ربكم﴾ الذي يستحق منكم اختصاصه بالعبادة ﴿رب السماوات والأرض﴾ أي مدبرهن القائم بمصالحهن ﴿الذي فطرهن*﴾ أي أوجدهما وشق بهما ظلمة العدم، وأنتم وتماثيلكم مما فيهما من مصنوعاته أنتم تشهدون بذلك إذا رجعتم إلى عقولكم مجردة عن الهوى ﴿وأنا على ذلكم﴾ الأمر البين من أنه ربكم وحده فلا تجوز عبادة غيره ﴿من الشاهدين*﴾ أي الذين يقدرون على إقامة الدليل


الصفحة التالية
Icon