أبو حيان: وكانت سبعاً، عبر عنها بالواحدة لاتفاق أهلها على الفاحشة. ﴿التي كانت﴾ قبل إنجائنا له منها ﴿تعمل الخبائث﴾ بالذكران، وغير ذلك من الطغيان، فاستحقوا النار التي أمر المؤلفات، بما ارتكبوا من الشهوة المحظورة لعدهم لها أحلى الملذذات، والغمر بالماء القذر المنتن الذي جعلناه - مع أنا جعلنا من الماء كل شيء حي - لا يعيش فيه حيوان، فضلاً عن أن يتولد منه، ولا ينتفع به، لما خامروا من القذر الذي لا ثمرة له.
ولما كان في هذا إشارة إلى إهلاك القرية، وأن التقدير: ودمرنا عليهم بعد انفصاله عنهم، علله بقوله: ﴿إنهم كانوا﴾ أي بما جلبوا عليه ﴿قوم سوء﴾ أي ذوي قدرة على الشر بانهماكهم في الأعمال السيئة ﴿فاسقين*﴾ خارجين من كل خير، ثم زاد الإشارة وضوحاً بقوله: ﴿وأدخلناه﴾ أي دونهم بعظمتنا ﴿في رحمتنا﴾ أي في الأحوال السنية، والأقوال العلية، والأفعال الزكية، التي هي سبب الرحمة العظمى ومسببة عنها؛ ثم علل ذلك بقوله: ﴿إنه من الصالحين*﴾ أي لما جلبناه عليه من الخير.
ولما أتم سبحانه قصة لوط المناسبة لقصة الخليل عليهما السلام بحجارة الكبريت، ولقصة نوح عليه السلام بالماء الذي غمرت به قراه السبع، أتبع ذلك قصة نوح عليه السلام الذي سخر له من الماء ما لم يسخره


الصفحة التالية
Icon