أي انتشرت ليلاً بغير راع ﴿فيه غنم القوم﴾ الذي لهم قوة على حفظها فرعته؛ قال قتادة: النفش بالليل، والهمل بالنهار.
﴿وكنا﴾ أي بعظمتنا التي لا تقر على خلاف الأولى في شرع من الشروع ﴿لحكمهم﴾ أي الحكمين والمتحاكمين إليهما ﴿شاهدين﴾ لم يغب عنا ذلك ولا شيء من أمرهم هذا ولا غيره، فذلك غيرنا على داود عليه السلام تلك الحكومة مع كونه ولينا وهو مأجور في اجتهاده لأن الأولى خلافها، فإنه حكم بأن يمتلك صاحب الحرث الغنم بما أفسدت من الكرم، فكأنه رأى قيمة الغنم قيمة ما أفسدت ﴿ففهمناها﴾ أي الحكومة بما لنا من العلم الشامل والقدرة الكاملة على رفع من نشاء ﴿سليمان﴾ فقال: تسلم الغنم لصاحب الكرم ليرتفق بلبنها ونسلها وصوفها ومنافعها، ويعمل صاحبها في الكرم حتى يعود كما كان فيأخذ حرثه، وترد الغنم إلى صاحبها، وهذا أرفق بهما. وهذا أدل دليل على ما تقدمت الإشارة إليه عند ﴿قل ربي يعلم القول﴾، و ﴿كنا به عالمين إذ قال لأبيه﴾ وفيه رد عليهم في غيظهم من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الصفحة التالية
Icon