عليه السلام أن تأمره أن يذبح الصنم فإنه يبرأ ثم يتوب، ففطن لذلك وحلف: ليضربنها إن برأ، وجزع من ذلك، والشكوى إلى الله تعالى ليست من الجزع فلا تنافي الصبر، وقال سفيان بن عيينة: ولا من شكا إلى الناس وهو في شكواه راض بقضاء الله تعالى.
﴿وأنت﴾ أي والحال أنك أنت ﴿أرحم الراحمين*﴾ فافعل بي ما يفعل الرحمن بالمضرور، وهذا تعريض بسؤال الرحمة حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة، وربّه بأبلغ صفاتها ولم يصرح، فكان ذلك ألطف في السؤال، فهو أجدر بالنوال ﴿فاستجبنا له﴾ أي أوجدنا إجابته إيجاد من كأنه طالب لها بسبب ندائه، هذا بعظمتنا في قدرتنا على الأمور الهائلة، وسبب عن ذلك قوله: ﴿فكشفنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿ما به من ضر﴾ بأن أمرناه أن يركض برجله، فتنبع له عين من ماء، فيغتسل فيها، فينبت لحمه وجلده أحسن ما كان وأصحه ودل على تعاظم هذا الأمر بقوله: ﴿وءاتيناه أهله﴾ أي أولاده وما تبعهم من حشمه، أحييناهم له بعد أن كانوا ماتوا ﴿ومثلهم﴾ أي وأوجدنا له مثلهم في الدنيا، فإن قوله: ﴿معهم﴾ يدل على


الصفحة التالية
Icon