الذي يعطيكموه ابن البشر، ثم قال: لست أعمل بمشيئتي، لكن بمشيئة الذي أرسلني، ثم قال: قد كتب في الأنبياء أنهم يكونون بأجمعهم معلمين، الحق أقول لكم! من يؤمن بي فله الحياة الدائمة، قالوا: ما نصنع حتى نعمل أعمال الله؟ قال: عمل الله هو أن تؤمنوا بمن أرسله، قال متى: ولما عبروا جاؤوا إلى أرض جناشر، قال مرقس: فأرسوا وخرجوا من السفينة - انتهى.
فعرفه أهل ذلك المكان وأرسلوا إلى جميع تلك الكور فقدموا إليه كل المسقومين وطلبوا إليه أن يلمسوا طرف ثوبه فقط، وكل من لمسه خلص.
ولما دل ما مضى من قصص هؤلاء الأنبياء وغيرهم على أن لله القدرة الباهرة، القوة البالغة الشاملة للبعث وغيره، وكان ذلك دالاًّ على التوحيد الذي هو أصل الدين، وأنهم كلهم متفقون عليه بالتصريح من البعض هنا ومن الباقين فيما سبق، كان إثباته فذلكة هذه القصص وما تقدمها من هذه السورة، فلذلك اتصل به قوله مخاطباً لمن قال لهم: أفأنتم له منكرون: ﴿إن هذه﴾ أي الأنبياء الذين أرسلناهم قبل نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجالاً نوحي إليهم كما أنه رجل نوحي إليه


الصفحة التالية
Icon