﴿يأجوج ومأجوج﴾ فخرجوا على الناس؛ وعبر عن كثرتهم التي لا يعلمها إلا هو سبحانه بقوله: ﴿وهم﴾ أي والحال أنهم ﴿من كل حدب﴾ أي نشز عال من الأرض ﴿ينسلون*﴾ أي يسرعون، من النسلان وهو تقارب الخطا مع السرعة كمشي الذئب، وفي العبارة إيماء إلى أن الأرض كرية ﴿واقترب الوعد الحق﴾ وهو حشر الأموات الذي يطابقه الواقع، إذا وجد قرباً عظيماً، كأن الوعد طالب له ومجتهد فيه.
ولما دلت صيغة «افتعل» على شدة القرب كما في الحديث أن الساعة إذ ذاك مثل الحامل المتمّ، علم أن التقدير جواباً لإذا: كان ذلك الوعد فقام الناس من قبورهم: ﴿فإذا هي شاخصة﴾ أي واقفة جامدة لا تطرف لما دهمهم من الشدة، ويجوز وهو أقرب أن تكون إذا هذه الفجائية هي جواب إذا الشرطية، وهي تقع في المجازات سادة مسد الفاء، فإذا جاءت الفاء معها متفاوتة على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد، فالمعنى: إذا كان الفتح ووقع ما تعقبه فاجأت الشخوص ﴿أبصار الذين كفروا﴾ أي منهم، لما بدا لهم ما لم يكونوا يحتسبونه من


الصفحة التالية
Icon