تأكيداً لما أنكروه وبالغوا في إنكاره فقال: ﴿وعداً﴾ وأكد بقوله: ﴿علينا﴾ وزاده بقوله: ﴿إنا كنا﴾ أي أزلاً وأبداً، على حالة لا تحول ﴿فاعلين﴾ أي شأننا أن نفعل ما نريد، لا كلفة علينا في شيء من ذلك بوجه.
ولما ذكر صدقه في الوعد وسهولة الأفعال عليه، وكان من محط كثير مما مضى أن من فعل ما لا يرضي الله غيّر عليه، كائناً من كان، ومن فعل ما أمره به نصره وأيده ولو بعد حين، كما أشير إليه بقوله تعالى ﴿قل ربي يعلم القول في السماء والأرض﴾ وما بعده من أشكاله، حتى ختم بقوله ﴿أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها﴾ الآية، قال تعالى عاطفاً على ﴿لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم﴾ وما عطف عليه من أشباهه مذكراً بما وعد على لسان داود عليه السلام: ﴿ولقد كتبنا﴾ أي على عظمتنا التي نفوذها محقق لا تخلف له أصلاً ﴿في الزبور﴾ أي الذي أنزلناه على داود عليه السلام.
ولما كان المكتوب المشار إليه لم يستغرق ما بعد الذكر المراد من هذا الزبور، أشار إلى التبعيض بإثبات الجار فقال: