والطير وغير ذلك، والمراد بهذا الكلام - والله أعلم - ظاهره، فإنه ابتدأ سبحانه الزبور بالأذكار والمواعظ إلى أن قال في المزمور السادس والثلاثين وهو قبل ربعه - هذا اللفظ بعينه.
بيان ذلك:
المزمور الأول: طوبى للرجل الذي لا يتبع رأي المنافقين، ولم يقف في طريق الخاطئين، ولم يجلس في مجالس المستهزئين، لكن في ناموس الرب مشيئته، وفي سننه يتلوا ليلاً ونهاراً، فيكون كمثل الشجرة المغروسة على مجاري المياه التي تعطي ثمرتها في حينها، وورقها لا ينتثر، وكل ما يعمل يتم، ليس كذلك المنافقون، بل كالهباء الذي تذريه الرياح عن وجه الأرض، فلهذا لا يقوم المنافقون في القضاء ولا الخطأة في مجمع الصديقين، لأن الرب عالم بطريق الأبرار، وطريق المنافقين تبيد.
المزمور الثاني: لماذا ارتجت الشعوب؟ وهدت الأمم بالباطل؟ قامت ملوك الأرض ورؤساؤها وائتمروا جميعاً على الرب وعلى مسيحه قائلين لنقطع أغلالهما ونلقي عنا سيرهما، الساكن في السماء


الصفحة التالية
Icon