كان يحبه، وأنت من البطن أخرجتني، ومذ كنت أرتضع من بطن أمي ألقيت إليك، وعليك من الرحم توكلت، ومن بطن أمي أنت إلهي فلا تبعد عني، فإن الشدة قريبة، وليس من يخلصني، أحاطت بي عجول كثيرة، اكتنفتني ثيران سمان، فتحت أفواهها على مثل الأسد الزائر المفترس، ومثل الماء انهرقت عظامي، وصار قلبي مثل الشمع المذاب في وسط بطني، يبست قواي مثل الفخار، لصق لساني بحنكي، وإلى تراب الموت أنزلتني، أحاطت بي كلاب كثيرة، اكتنفتني جماعة الأشرار، ثقبوا يدي ورجلي، وزعزعوا جميع عظامي، نظروا إليّ وشتموني، واقتسموا بينهم ثيابي، واقترعوا على لباسي، وأنت يا رب فلا تبعد من معونتي، انظر إلى تضرعي، نج من السيف نفسي، ومن يد الكلاب التي احتوشتني، ومن فم الأسد خلصني، ومن القرن المتعالي على تواضعي، لأبشر باسمك إخوتي، وبين الجماعة أمجدك، أيها الخائفون من الرب مجدوه! يا جميع ذرية يعقوب سبحوه! يخشاه كل زرع إسرائيل، لأنه لم يهن ولم يرذل دعوة المسكين،


الصفحة التالية
Icon