بل ﴿كالمهل﴾ وهو القطران الرقيق وما ذاب في صفر أو حديد والزيت أو درديّه - قاله في القاموس.
وشبهه به من أجل تناهي الحر مع كونه ثخيناً، وبين وجه الشبه بقوله تعالى: ﴿يشوي الوجوه﴾ أي إذا قرب إلى الفم فكيف بالفم والجوف! ثم وصل بذلك ذمه فقال تعالى: ﴿بئس الشراب﴾ أي هو، فإنه أسود منتن غليظ حار، وعطف عليه ذم النار المعدة لهم فقال تعالى: ﴿وساءت مرتفقاً *﴾ أي منزلاً يعد للارتفاق، فكأنه قيل: فما لمن آمن؟ فقال تعالى: ﴿إن الذين ءامنوا﴾ ولما كان الإيمان هو الإذعان للأوامر، عطف عليه ما يحقق ذلك فقال تعالى: ﴿وعملوا الصالحات﴾ ثم عظم جزاءهم بقوله تعالى: ﴿إنا لا نضيع﴾ أي بوجه من الوجوه لما يقتضيه عظمتنا ﴿أجر من أحسن عملاً *﴾ مشيراً بإظهار ضميرهم إلى أنهم استحقوا بذلك الوصف بالإحسان، فكأنه قيل: فما لهم؟ فقال مفصلاً لما أجمل من وعدهم: ﴿أولئك﴾ أي العالو الرتبة ﴿لهم جنات عدن﴾ أي إقامة، فكأنه قيل: ما لهم فيها؟ فقيل: ﴿تجري من تحتهم﴾ أي تحت منازلهم ﴿الأنهار﴾ فكأنه قيل: ثم ماذا؟ فقيل: ﴿يحلون فيها﴾