﴿كلتا﴾ أي كل واحدة من ﴿الجنتين﴾ المذكورتين ﴿ءاتت أكلها﴾ أي ما يطلب منها ويؤكل من ثمر وحب، كاملاً غير منسوب شيء منهما إلى نقص ولا رداءة، وهو معنى: ﴿ولم تظلم﴾ أي تنقص حساً ولا معنى كمن يضع الشيء في غير موضعه ﴿منه شيئاً﴾.
ولما كان الشجر ربما أضر بدوامه قلة السقي قال تعالى: ﴿وفجرنا﴾ أي تفجيراً يناسب عظمتنا ﴿خلالهما نهراً *﴾ أي يمتد فيتشعب فيكون كالأنهار لتدوم طراوة الأرض ويستغني عن المطر عند القحط؛ ثم زاد في ضخامة هذا الرجل فبين أن له غير هاتين الجنتين والزرع بقوله تعالى: ﴿وكان له﴾ أي صاحب الجنتين ﴿ثمر﴾ أي مال مثمر غير ما تقدم كثير، ذو أنواع ليكون متمكناً من العمارة بالأعوان والآلات وجميع ما يريد ﴿فقال﴾ أي هذا الكافر ﴿لصاحبه﴾ أي المسلم المجعول مثلاً لفقراء المؤمنين ﴿وهو﴾ أي صاحب الجنان ﴿يحاوره﴾ أي يراجعه الكلام، من حار يحور - إذا رجع افتخاراً عليه وتقبيحاً لحاله بالنسبة إليه، والمسلم


الصفحة التالية
Icon