أي جنتك ﴿حسباناً﴾ أي مرامي من الصواعق والبرد الشديد ﴿من السماء﴾.
ولما كانت المصابحة بالمصيبة أنكى ما يكون، قال تعالى: ﴿فتصبح﴾ بعد كونها قرة للعين بما تهتز به من الأشجار والزروع ﴿صعيداً زلقاً *﴾ أي أرضاً يزلق عليها لملاستها باستئصال نباتها، فلا ينبت فيها نبات، ولا يثبت فيها قدم ﴿أو يصبح ماؤها غوراً﴾ وصف بالمصدر لأنه أبلغ ﴿فلن تستطيع﴾ أنت ﴿له طلباً *﴾.
ولما كان من المعلوم أن هذا المؤمن المخلص بعين الرضى، كان من المعلوم أن التقدير: فاستجيب لهذا الرجل المؤمن، أو: فحقق له ما توقعه فخيب ظن المشرك، فعطف عليه قوله: ﴿وأحيط﴾ أي أوقعت الإحاطة بالهلاك، بني للمفعول لأن الفكر حاصل بإحاطة الهلاك من غير نظر إلى فاعل مخصوص، وللدلالة على سهولته ﴿بثمرة﴾ أي الرجل المشرك، كله فاستؤصل هلاكاً ما في السهل منه وما في الجبل، وما يصبر منه على البرد والحر وما لا يصبر ﴿فأصبح يقلب كفيه﴾ ندماً، ويضرب إحداهما على الأخرى تحسراً ﴿على ما أنفق فيها﴾ لعمارتها ونمائها ﴿وهي خاوية﴾


الصفحة التالية
Icon